-->

تطور مفهوم الخريطة حتي وصلت الي الخريطة الرقمية

تطور مفهوم الخريطة حتي وصلت الي الخريطة الرقمية

     تطور مفهوم الخريطة حتي وصلت الي الخريطة الرقمية

    الخرائط الرقمية
    تطور مفهوم الخريطة حتي وصلت الي الخريطة الرقمية

    تطور مفهوم الخريطة:-

    تعرف الخريطة بأنها هي ذلك "التمثيل الرمزي لسطح الأرض أو جزء منه بمقياس رسم" يمكن أن ننظر إلي هذا التعريف علي أنه تعريف تقليدي قديم كما تعريف دقيق ومازال منطبقا علي الخريطة، فبالرغم من وجود تعريفات جديدة للخريطة كما سنعرض فيما بعد، إلا أن هذا التعريف يعد من التعريفات الجيدة .

    والتعريف يركز علي قضية علي جانب كبير من الأهمية وهي وأن الخريطة تمثل الأرض ، ولكن التمثيل يتم من خلال الرموز، فالرمز هو مفردة المكانية التي تستخدم لتمثيل ظاهرات سطح الأرض المختلفة، كما يؤكد التعريف التقليدي علي قضية أخري شديدة الأهمية وهي أن التمثيل الذي تقوم به الخريطة للأرض وظاهراته لابد أن يكون من خلال استخدام مقياس رسم محدد، فلا خريطة بدون مقياس يظهر أبعاد الظاهرات التي تحويها بشكل يمكن المستخدم من قياس الفعلي للظاهرات ، والخريطة هي اسقاط عمودي لسطح الأرض.


    وهنا يمكن القول أن الخريطة أداة الجغرافي التي لابد منها أن يكون متمكنًا منها وقادراً علي اختزال الظاهرات الأرضية من خلالها ومن خلال رموزها، وهي لا تخرج عن ثلاثة رموز ؛ النقطة والخط والمساحة. فكل الظاهرات التي تظهرها الخرائط أيًا كان نوعها أن يمكن أن تمثل بواحد من هه الرموز الثلاثة.


    وبطبيعة الحال فإن رموز الموضع Point قد تستخدم لتمثيل بعض الظاهرات ذات الامتداد المساحي الكبير في الواقع وذلك عندما تمثل علي خرائط صغيرة المقايس ، ففي الخرائط العالمية التي توجد في الأطالس يمكن أن نجد المدن وقد ظهرت علي هيئة نقطة أو دائرة صغيرة وهو أمر متصل بالمقياس الخريطة من خلاله.


    أما رموز الخط  Lineفتناسب الظاهرات التي تمتد بشكل طولي كما هو الحال في مجاري الأنهار أو خطوط السكك الحديدية أو طرق المواصلات أو مجاري الأودية ، وعليه فإنه في حالة تمثيل الظاهرات ات الامتداد الطولي يستخدم رمزاً لخط.


    وأخيرًا تستخدم رموز المساحة   Polygonلتمثيل الظاهرات ذات الامتداد المساحي، مثل البحيرات والتجمعات العمرانية والأسطح الصخرية والأقاليم النباتية، بحيث تمثل مثل هذه الظاهرات برموز مساحية تدل علي المنطقة التي يمتد عليها مثل هذه الظاهرة.


    وإذا كنا تحدثنا فيما سبق للتعريف التقليدي للخريطة فإن هناك العديد من التطورات التي شهدها التعريف الخاص بالخريطة ليلتمس جوانب أخري في الخريطة ومجالاتها ، كما يضع مستويات أكثر تركيبًا لدور الخريطة وأهميتها في البحث والدراسة وتحليل المركب المكاني للظاهرات الأرضية.

    الخريطة بعد النمذجة والتجريد:-

    يمكن أن نعرف الخريطة بأنها هي "النموذج الرمزي للعالم الحقيقي" ، ولذلك فتصميم الخريطة هي العملية التي يتم من خلالها تجريد ونمذجة العالم الحقيقي من خلال الرموز . وهنا نجد أن تعريف الخريطة بوصفها نموذجًا رمزيًا من الأمور التي شهدت تأكيدا في الفترة الحديثة. وهذا التعريف يؤكد علي قضية محاكاه الخريطة للواقع وهي القضية الأساسية التي تهدفالخرائط تحقيقها حاليًا. ولكن الخريطة ليس العالم الحقيقي وليست الحقيقة كلها وليست الحقيقة كما هي تمامًا، وإنما هي جزء من الحقيقة التي تخيرها الكارتوجرافي والتي يهدف من خلاله إصال فكرة محددة عن الواقع.

    الخريطة ومفهوم التمثيل البياني:-

    وكذلك تعرف "الخريطة بأنها هي ذلك التمثيل البياني للحقيقة ، أي أن الخريطة هي تجريدات تُظهر أجزاءً من الحقيقة". ولذلك فالحذف أو الإغفال والمبالغة والخطأ والتشويه والتزييف والتلاعب كلها مشاكل كامنه قد تحدث أثناء العملية الكارتوجرافية ، أو كنتيجة للعمليات الفنية والتقييد المالي والأيدولوجي والأحوال السياسية. وهنا نجد ان التعريف الخريطة بأنها هي ذلك التمثيل البياني هو أحد الأمور الأساسيو في تعريف الخريطة ، حيث المكون البياني هو المكون الأساسي في الخريطة والمفرادات البيانية هي وحدات أو لبنات اللغة الكارتوجرافية ، وهنا نجد أن الخريطة تستخدم العناصر البيانية كمكون رئيس في تمثيل الواقع.

    الخريطة ومفهوم الاتصال:-

    ومع الربع الأخير من القرن العشرين دخل مفهوم الأتصال بقوة في تعريف الخرائط بحيث أصبحت تعرف بأنها " الخريطة هي ذلك التجريد الإبداعي Intellectual Abstraction للحقيقة الجغرافية المعدة للاتصال " وذلك من خلال تحويل المعلومات الجغرافية المتصلة بالموضوع محل العرض إلي نهاية مرئية أو رقمية (الكترونية) أو ملموسة.


    وهنا يظهر مفهوم بعد الاتصال في الخريطة ، بحيث يتم التأكد علي أن الخريطة هي تجريد تم إعداده للأتصال ، أي أن الهدف الرئيس للخريطة بها ليوصلها إلي مستقبل الخريطة. كما أن التطور التقني الذي حذث في وسائل وأساليب الاتصال جعل الخريطة في دورها الاتصالي لم تعد هي الصورة الرمزية الورقية للواقع فقط ، وإنما مع التطور نظم انتقال المعلومات واستخدام الحاسوب أصبح هناك مايسمي باخرائط الرقمية ، بالإضافة الي تطور انتاج الخرائط المجسمة أو البارزة ، والتي يمكن ان يتعامل معها  من خلال اللمس.{1}

    المصدر:-

    {1} سامح إبراهيم عبد الوهاب (2019): الخرائط الرقمية ، القاهرة. 

    إرسال تعليق