تحميل كتاب علم الخرائط مجاناً pdf | الكارتوجرافيا Cartography
لكل علم مجاله وأدواته التي يستطيع من خلالها الإبحار في هذا المجال والوصول إلي الحقائق واإدراك المعمق لجوهر المحتوي العلمي له ، ومن ثم يصبح تحديد المجال العلمي الذي يختص به الجغرافي وتبرع فيها الجغرافيا هو أمر علي جانب كبير من الأهمية حتي نولي الأدوات الأكثر قدرة علي دراسة هذا المجال أهمية خاصة.
لم تعد دراسة الخرائط Maps فرعًا من فروع علم الجغرافية ، ولكنها أصبحت له كيانه المستقل ، يعرف اليوم باسم "الكارتوجرافيا Cartography" يختلف في طبيعته ومنهجيه عن علم الجغرافية . كما أن الكارتوجرافي يحتاج إلي إعداد خاص يختلف عما يحتاج إليه الجغرافي ، إذا ينبغي أن يجمع بين قدرات الجغرافي والرياضي والفنان.
وقد تزايدت أهمية دراسة الخرائط Maps في مختلف بلاد العالم ولا سيما منذ الحرب العالمية الثانية ، وتقدمت طرق إنشائها وفنون إخراجها بحيث أصبحت جديرة بأن تفرد لها معاهد أو أقسام في بعض الجامعات الأوروبية والأمريكية ، تخرج متخصصين في هذا العلم الجديد وهكذا فعلت بعض الجامعات العربية ؛ فقد أنشئت شعبة للخرائط بقسم الجغرافية في جامعات مصر ودول العربية مثل القاهرة والإسكندرية وحلوان......إلخ ، تقوم علي إعداد متخصصين يسدون الفراغ الكبير الذي نشعر به في مجتمعنا الجديد ؛ ذلك الفراغ الذي لا يستطيع أن يسده المهندس أو الجغرافي أو رسام الخرائط.
والواقع أن حاجتنا إلي الكارتوجرافيين ستزايد بتزايد عنايتنا بالتخطيط الإقليمي Regonal Planing الذي أدركانا أخيرًا حاجتنا الماسة إليه كمكمل للتخطيط القومي ، ذلك أنه كانت الإحصائية هي عدة المخطط علي المستوي القومي فإن الخريطة هي عدة المخطط علي المستوي الإقليمي. وذلك يمكن القول بإن الإحصائية والخريطة هما عدتا المخطط بوجه عام.
والكتاب الذي نقدمه هو كتاب شامل في علم الخرائط ، يعتبر المحاولة الأولى من نوعها باللغة العربية . وإذا كنا قد قصدنا به إعداد الجغرافي بصفة خاصة إعدادًا كارتوجغرافيًا ، إلا أنه يصلح أيضًا إعداد المتخصصين الآخرين إعدادًا يمكنهم من استخدام الخرائط والإفادة منها في دراساتهم المختلفة.
وقد قام بتأليف هذا الكتاب إثنان ، أحداهما جغرافي اتخذ من الخرائط في أول الأمر هواية ، ولكنه آمن أشد الإمان بأهميتها البالغة في الدراسات والأبحاث الجغرافية ، وبضرورة تدريب الجغرافي تدريبًا كافيًا . وقام بتدريس الخرائط طوال خمسة عشر عامًا بجامعة القاهرة ، كما إنتدب لتدريسها ثماني سنوات بجامعة عين شمس ، وأسهم في إنشاء شعبة الخرائط بقسم الجغرافية بجامعة القاهرة ، أما الثاني فهو كارتوجرافي بمعني الكلمة يمثل الفوج الأول من خريجي شعبة الخرائط بجامعة القاهرة ، ويقوم بتدريس الخرائط في جامعة القاهرة منذ تخرجه ، ويواصل دراساته العليا المتخصصة في الخرائط.
وقد قسم المؤلفان الكتاب إلي ثمانية فصول ، يتناول الفصل الأول تاريخ الخرائط في العالم منذ أقدم العصور .
ويتناول الفصل الثاني مقاييس الرسم وما يتصل بها من عمليات مختلفة ، مثل قياس الأبعاد وقياس المساحات من واقع الخريطة.
أما الفصل الثالث فقد خصص لمبادئ المساحة . في هذا الفصل يلم الكارتوجرافي إلمامًا كافيًا بالأدوات والعمليات المساحة المختلفة.
أما الفصول الثلاثة التالية فتتناول علي الترتيب خرائط التضاريس وخرائط المناخ وخرائط التوزيعات . وواضح أن تقسيمنا للخرائط في هذا الكتاب تقسيم موضوعي "Topical" وإن كانت خرائط التوزيعيات قد درست علي أساس تصنيفها فنيًا بصرف النظر عن الظاهرات البشرية أو الاقتصادية التي تتوزع عليها.
أما الفصل السابع فتم تخصيصه لتناول الرسوم البيانية المختلفة ، سواء كانت رسومًا بيانية مناخية ، أم رسومًا بيانية اقتصادية ، أم رسومًا بيانية سكانية.
أما الفصل الثامن والأخير فقد أفردناه لدراسة مساقط الخرائط ، وهي التي يسميها بعض الكتاب بالكرتوجرافيا الرياضية . وقد تحاشينا في هذا الفصل الدخول في التفصيلات الرياضية الخاصة بإنشاء المساقط ، مكتفين بدراسة الطرق البيانية لإنشائها.
تعليقات: 0
إرسال تعليق