-->

تطبيقات استشعار الغلاف المائي للأرض

تطبيقات استشعار الغلاف المائي للأرض

    تطبيقات استشعار الغلاف المائي للأرض 

    تطبيقات استشعار الغلاف المائي للأرض

    اولا: مقدمة. 

    يشمل غلاف الأرض المائي مياه البحار والمحيطات والماء العذب والملح الجاري في الأنهار أو المختزن فوق اليابس أو كماء جوفي، كما يشمل الماء في الغلاف الجوي. 

    وهنا لابد ان نسأل سؤال هل يوجد فرق بين استشعار ماء المحيط واستشعار الماء العذب ؟ لا يوجد فرق بين استشعار ماء المحيط واستشعار الماء العذب في الأنهار والبحيرات وماء الأراضي الرطبة ، لأنها كلها تستجيب بطريقة واحدة للموجات المستخدمة في استشعارها فتعطي الانعكاسات نفسها. ولئن كان الماء على اليابس شئ وماء المحيطات شئ آخر من وجهة نظر دارس الجغرافيا فإنه في مقرر كهذا لا يسعنا إلا جمع الموضوعين معا. 

    ثانيا: تطبيقات استشعار المحيطات المتاحة حاليا. 

    أهمية استشعار المحيطات:- 

    1. معرفة الدورة الأفقية والرأسية لمياه المحيطات والتي هي عامل حاسم في تشكيل المناخ، فكلما تحسنت المعرفة بها كلما أمكن تحسين نماذج التنبؤ بالتغير المناخي وتغيرات منسوب سطح البحر. 
    2. استكشاف موارد البحر ومن ثم تنظيم استغلالها وتنظيم الصيد. 
    3. توفير البيانات اللازمة للبحوث في علوم البحار. 
    4. الاستجابة للمواقف الطارئة (مثل حوادث السفن أو تسرب البترول والكيماويات الخطرة) بتوفير معلومات فورية عن اتجاهات الرياح وسرعتها وحركة التيارات البحرية ودرجة حرارة سطح مياه المحيط. 
    أول قمر استشعار للمحيطات باستخدام الرادار كان القمر Seasat اطلقته وكالة ناسا سنة 1978. وكانت مهمته:- 
    1. جمع البيانات عن المياه على سطح المحيط. 
    2. درجة حرارة سطح المحيط. 
    3. ارتفاع الأمواج والجليد في المحيطات. 
    4. طبوغرافية سطح مياه المحيط. 
    لم يعمل القمر إلا 106 أيام ، ولذلك تعتبر بعثة توبكس / بوسيدون Topex/Poseidon البداية الحقيقية لاستشعار المحيطات، وكانت مشروعًا أمريكيًا فرنسيًا هدفه الأهم رسم خرائط سطح مياه المحيط ، وقد بدأ المشروع في 1992 حتى أصيب القمر بعطب سنة 2006 متجاوز عمره الافتراضي بكثير. 

    وقبل عطبه أطلقت أمريكا وفرنسا قمر جيسون1 Jason-1 ليخلف المشروع الأول، واستمر يؤدي فترة 2001-2013 ، وليخلفه جيسون 2 سنة 2008، ثم جيسون 3 سنة 2016. 

    ونجحت هذه السلسلة من الأقمار في رسم خرائط منسوب سطح المحيط بدقة وصلت إلى 4.2 سم ، ولم تكن نماذج الأرتفاعات الرقمية DEM لتسطيع ذلك، نظرا للطبيعة الخاصة لاستشعار الغلاف المائي. 

    كما نجحت في توفير بيانات أُدُخلت في النماذج العددية التي تحاكي خصائص مياه المحيط، وهي نماذج لابد منها كمدخلات في نماذج التنبؤ بالمناخ. 

    كما تحسن فهمنا لظاهرتي إل نينيو El Nino و لا نينا La Nina اللتين تسببان الجفاف في أماكن والفيضانات المدمرة في أماكن أخرى. 

    ثالثا: بعثة " المياه السطحية وطبوغرافيا المحيط SWOT ". 

    لم تكن أوجه القصور السابقة هي وحدها الدافع إلى التخطيط لبعثة SWOT فمع تزايد الاهتمام بظاهرة الاحترار العالمي اتضح أنه سيؤثر في الموارد المائية على اليابس. 

    لتقيم تأثير هذا الاحترار ، خاصة تأثيره في الزراعة، وكذلك تأثيره في استهلاك المياه في الاستخدامات الأخرى المنزلية والصناعية. 

    لابد أولا من أن تتوافر البيانات الدقيقة عن مخزون المياه العذبة، وهو أمر غير متاح لمعظم البحيرات ، كما أنه غير متاح لكثير من الأنهار ، إما لغياب مقاييس الأنهار ، أو لعدم الاستقرار السياسي في بعض الدول، أو لأن الدول التي تأخذ قياسات لتصرفات أنهارها لا ترغب في إتاحة هذه البيانات للآخرين. 

    اتضح من بيانات الاستشعار الحالية وجود علاقة وثيقة بين بعض ظاهرات المناخ وظاهرات المحيط، ومنها العلاقة بين الاحترار العالمي وارتفاع مستوى سطح البحر، ومنها أيضا أن العديد من التيارات البحرية ترتبط مسارتها بوجود سلاسل من التلال المائية تحصر بينها أودية طويلة فيما يسمى طبوغرافية سطح المحيط ، لكل ذلك جمعت البعثة هدفين رئيسين يلخصهما الاسم الذي سميت به: المياه السطحية وطبوغرافيا المحيط. 
    ما هي أهمية بعثة SWOT:- 
    1- تقدير الموارد المائية على مستوى عالمي لأول مرة بمواصفات موحدة لأن التقديرات المتاحة الان لا تعدو تقديرات قومية تختلف مواصفاتها من دولة إلى أخرى ، وبهذا فإنه سيمكن لأول مرة معرفة التقدير الكمي لمكونات الدورة المائية في شقها الخاص باليابس. 
    2- تتبع تغيرات مستوى سطح المحيط بدقة غير مسبوقة ، كما أنها ستراقب أيضا دقائق العمليات الساحلية، فسيمكن مثلا مراقبة التيارات البحرية الصغيرة التي قد تبلغ 20 كم ، وكذلك الدومات البحرية ذات الأبعاد الصغيرة. 
    المصدر:- 
    محاضرات د.مني سيد حسين "2020" ، شعبة نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد ، جامعة القاهرة.

    إرسال تعليق